انتهى الديربي ..
لم أكن أعرف أن مشروع الفوز على الإنتر يستدعي كل ما فعله الميلان !!
ألم يكن ممكنا إبقاء الأمور في سياقها التنافسي حتى يفوز من يستحق وبطريقة تليق به وتناسب الوضع العام لمباراة بين فريقين عريقين ؟
لم يفز الميلان لأنه الأفضل، بل لأن كل شيء كان يريد له أن يفوز، أياً كانت الطريقة ..
هذا حتما لن يجعلني أجامل بطل إيطاليا الأوحد نادي إنتر ميلان فهو كذلك لم يكن في حالته الطبيعية رغم الاستماتة الهجومية التي لا تخلو من مغامرة لمدربه الشجاع مورينيو، لكن ما الذي يمكن أن يفعله مدرب وخطة ولاعبون حينما لا يكون الأمر متعلقا أساساً بكرة القدم !!
نعم كان الميلان منظما وواثقا، وكان الإنتر بطيئا نوعا ما ، لكن هذا لم يكن سبب النتيجة التي حدثت لأن النتيجة الطبيعية لوضعي الفريقين المذكورة أعلاه هي التعادل لأن اكتمال الفورمة اللياقية والأدائية للإنتر تعني التفوق على الآخرين (ميلان أو غيره) بينما أي نقص في هذه الفورمة يعني بالضرورة .. التعادل مع الآخرين ..
إذن فالنتيجة الطبيعية هي التعادل.. فمن الذي صنع الفارق؟
ببساطة ليست الأسطورة المزعومة لرونالدينيو فهو أقل بكثير من أن يهزم الإنتر، وليست رعونة مواطنه الغبي أدريانو ، وليست خطة انشيلوتي فهو بالتأكيد ليس أكثر دهاء من مورينيو ..
الفارق صنعه حكم المباراة الذي كان أقل قيمة من أن يدير مباراة في الدوري الايطالي وبهذا الحجم بالذات، أول مرة أشاهد حكما يطبق مبدأ (إنما الأعمال بالنيات) في التحكيم ، فاحتساب الأخطاء لم يكن يتطلب حدوث تلك الأخطاء ولكنه كان مرتبطا بمجرد التفكير فيها ..توقف اللعب أكثر من مرة لأن الأخ لاحظ أن هناك لاعب إنتراويا يفكر فقط في إيذاء أحد لاعبي الفريق الأحمر ..أو لكي يبحث في احتياط النيرازوري عن لاعب ليطرده..
فنيا، كان الطرد الظالم للاعب بورديسو نقطة التحول في المباراة ، أعاد ترتيب خطة الإنتر وعقد الأمور على الفريق الذي يواجه خصما يتفوق عليه بهدف ويتفوق عليه عدديا بلاعب وحكم ..
رغم ذلك، ولأن الإنتر يبقى أقوى دائما رغم كل شيء، فقد تسيد الفترة الأخيرة بعشرة لاعبين فقط، حيث لم تنجح كثرة الميلان في كف شجاعة أبطال إيطاليا الذين هاجموا وهاجموا غير أن الحكم الذي قدم عرضا مدهشا تحت أنظار جالياني وبرلسكوني أبى إلا أن يحول مسار المباراة لصالحهما ..
كنت أقول قبل فترة إن مشجعي الإنتر يملكون فريقا قادرا على الفوز حتى في وجود الغش التحكيمي، لكن يبدو أن نظريتي لم تعد دقيقة، لأنني كنت افترض أن الغش حالة نسبية وليس خصما وحكما في الوقت نفسه ..
كنت سأؤمن بالهزيمة لو جاءت بشكل طبيعي فهذا حال الكرة، لكن ما حدث لم يكن كذلك أبدا ..
انتهى الديربي ..دون جديد يذكر ..
فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها الميلان الفوز على الإنتر، مازالوا عاجزين عن الفوز عليه (رياضيا).
بينما لا يستطيع هو رغم قوته أن يهزم حكومة إيطاليا وتحكيمها معاً ..
****************